سعادة عبدالله العويس (رئيس دائرة الثقافة في الشارقة) يفتتح معرض «الخط العربي» بحضور سعادة سالم الجنيب (سيئر جمعية الإمارات للفنون التشكيلية) و سعاد محمد القصير (مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة) ويأتي المعرض نمض فعاليات لدورة العاشرة من ملتقى الشارقة للخط وبحضور العديد من الفنانين والمهتمين بفنون الخط، 7 نوفمبر .2022
وليد الشامي: «بسم الله الرحمن الرحيم»، قطعتين الاولى خط كوفي مبسط والثانية سنبلي بتصرف ، اكرليك على قماش، 80X60 سم،2022

بتاج السر حسن: «.. ُح الوطن إخلاص، بدأ، وغاية..»، شعر: سيف بن سالم لخالدي، تجريد كتاب لوني، أكريلك ومواد مختلفة على قماش، 60×60 سم، 2017

خالد شاكر حنيش: «الإرتقاء بالأخلاق»، اكرليك على كانفاس، 180×120 سم، 2022
خليفة أحمد الشيمي: «حروفيات »، اكريليك على كانفاس، 60×90 سم، 2022

حسام عبد الوهاب: «حروفيات»، اكريليك على كانفاس، 50×70 سم، 2022

أعطى العربُ ” الخطَ العربيَ ” أوْ ” الفكرِ الساكنِ ” كما يقولُ الأولونَ عناية خاصةٍ عندَ كتابةِ القرآنِ ، منطلقينَ منْ مبدأٍ هوَ في الواقعِ قولَ علي بنْ أبي طالبْ : ” الخطُ الجميلُ يزيدُ الحقُ وضوحا ” ، وقدْ أخذَ الخطُ العربيُ مكانةً رفيعةً المستوى ، لارتباطهِ بالثقافةِ العربيةِ وبالعقيدةِ الإسلاميةِ . فاللغةُ العربيةُ ظلتْ تعتبرُ الوعاءَ الواقيَ للشرائعِ والقوانينِ السماويةِ والدنيويةِ التي سنها الإسلامُ ، فهيَ لغةُ القرآنِ . والخطُ العربيُ هوَ ” أيقونةُ العربِ ” كما أطلقَ عليهِ الباحثُ تيتوسْ بوركهارتْ Titus Burckhardt . . . والجديرَ بالذكرِ أنَ المكانةَ الفنيةَ التي استطاعَ الخطُ العربيُ أنْ يحتلها متأتيةً منْ ” قدسيةِ اللغةِ العربيةِ ” . فهوَ بمثابةِ شعارٍ للترابطِ القوميِ والولاءِ الروحيِ. يعتبر الخطُ العربيُ فنا رائدا وأساسيا ، ويوجدَ العديدُ منْ العواملِ التي ساعدتْ على ارتقاءِ الخطِ العربيِ إلى فنٍ قائمٍ بذاتهِ ، وتكمنَ فيما يمتازُ بهِ منْ مقوماتٍ تشكيليةٍ وجماليةٍ أسهمتْ في ارتقائهِ ، ما جعلَ الفنانينَ التشكيليينَ يقبلونَ على استلهامهِ في أعمالهمْ الفنيةِ . فالحروفُ العربيةُ تتميزُ بقابليةِ التحويرِ وتنفردُ بخصائصِ عدةٍ : كالليونةِ والمطاطية التي نجدها في الخطوطِ اللينةِ كالثلثِ وكالمدِ ( امتدادُ الرأسِ ) والبسطِ ( الامتدادُ الأفقيُ ) والتدويرُ ( تقعرُ وتحدبُ الحروفِ ) والهندسةِ والتربيعِ ، وتعددَ الشكلِ في الحرفِ الواحدِ كما نجدُ في الخطِ الكوفيِ . والخطُ العربيُ هوَ ” الفنُ الملتصقُ دائما بالزمانِ ” ففي عمقِ الطبيعةِ الصحراويةِ . . . إنَ معادلةً ( الزمانُ – اللامرئيَ ) كانتْ بمثابةِ القاعدةِ التي بنيتْ على أساسها سيكولوجيا الفردِ العربيِ وذهبيتهِ . . . وهيَ منْ أهمِ الحوافزِ البنيويةِ لنظرةِ العربِ التجريديةِ نحوَ الأشكالِ والتعبيراتِ الفنيةِ ، ما أتاحَ للفنانِ المسلمِ تركيبُ لوحةٍ فنيةٍ ذاتِ أبعادٍ مكانيةٍ وزمانيةٍ . . . وقدْ استفادَ الفنانُ المسلمُ منْ خاصيةِ التحويرِ في الخطِ العربيِ ، أيْ التبديلِ والتغييرِ في الأشكالِ المألوفةِ للحروفِ والكلماتِ ، فقامَ بتوظيفها جماليا لإبداعِ أشكالٍ فنيةٍ خطيةٍ ، واستخدمها أيضا للوصولِ إلى شكلٍ جماليٍ جديدٍ ، يقومَ إما على التشكيلِ الزخرفيِ الهندسيِ كالدائرةِ والمربعِ والمستطيلِ . . . أوْ على تشكيلٍ زخرفيٍ تصويريٍ تمثيليٍ للإنسانِ أوْ الحيوانِ أوْ النباتِ . . . معَ الحفاظِ والالتزامِ بقواعدَ وأصولِ الحرفِ والخطِ .
إنَ للخطِ العربيِ قدرةً هائلةً وغيرَ محدودةٍ على التشكيلِ والتنويعِ باستمرارٍ ، ما ألهمَ الخطاطينَ على إبداعِ واستحداثِ أنماطٍ كتابيةٍ عديدةٍ ، واستخدامها كعنصرٍ تشكيليٍ وفنيٍ . وقدْ تعددتْ أنواعَ الخطوطِ العربيةِ وتطورتْ على مرِ العصورِ حتى تجاوزتْ الثمانونَ نوعا ، وذلكَ طوعا لحاجةِ الاستعمالِ والتأنقِ والتجديدِ ، والارتقاءُ . ويعتبرَ اليومِ فنَ الخطِ العربيِ فنا رائدا يحتوي على بنيةٍ جماليةٍ ، وهوَ عنصرٌ أساسيٌ وهامٌ ارتكزتْ عليهِ الفنونُ البصرية الحديثةُ والمعاصرةُ .

رئيسة التحرير

مؤرخة فنية وقيّمة، رئيسة تحرير مجلة التشكيل، حاصلة على درجة دكتوراه بامتياز في "الفن وعلوم الفن"، وماجستير في الفنون وماجستير في فلسفة الفن ودبلوم دراسات عليا في الفن والتصميم، نشرت العديد من الكتب وحاضرت على نطاق واسع حول فنون الحداثة وما بعد الحداثة والجماليات الفنية المعاصرة، وفي جعبتها العديد من الكتب المنشورة التي تؤرخ وتوثق من خلالها الفن في العالم العربي

مجلة التشكيل

he first issue of “Al Tashkeel” Magazine was published back in 1984, four years after the formation of the Emirates Fine Arts Society. The fine arts movement was witnessing growth and gaining traction on all other artistic levels.