من أين نبدأ بتعريف علي العبدان، فهو يجمع بين مواهب عدة ويبدع فيها جميعا، وهذا استثناء، فهو فنانا بصريا وناقدا فنيا، شاعرا وأديبا، عازفا وملما بفن الموسيقى، لهذا نتبنى تعريفه عن نفسه، ك “باحث في المعرفة”، فهو إذا “باحث معرفي” يكرس نفسه للمساعي العلمية والأدبية والفنية.
اثمرت براعته في مجال البحث العلمي، عن العديد من الكتب والمؤلفات والمقالات المنشورة. وأن يكون المرء باحثا علمًيا ينطوي على أكثر من مجرد التعلم، لهذا نجده لا يتردد بالكشف عن كيانه الفكري الداخلي وارهاصاته وخبرته في العديد من المجالات. فهو يتبحر ويتفهم مبادئ وقوانين قسم المعرفة الإنسانية التي يعتنقها. إنه يتشرب حياة العلم والمعرفة.
للباحث علي العبدان ميل للثقافة بمختلف مجالاتها، فهو يبحث عن الوحدة الجمالية بين مختلف أوجه المعرفة الثقافية والفنية، فيتطرق من خلال أبحاثه الى “علم موسيقى الشعوب” و “حفريات الفنون المرئية”، ويعرج الى “تاريخ الفنون البصرية” والكتابة عن المفاهيم والنظريات الفنية وسيرة حياة الفنانين وأهم أعمالهم الفنية، مكرسا نفسه كمفكر مستقل، متسلحا بالصدق، فلديه الأفكار والقناعات الخاصة التي تقف منفصلة عن الآخرين، وهو مثابر في سعيه لتطوير المعرفة، وفق منهج يعتمد على النزاهة المطلقة.
سيرة ثقافية
يعتمد الباحث علي العبدان على النهج الثقافي، وهو نهج إبداعي، ويمكن توثيقه، وتطويره. والى جانب أعماله الفنية، قدم علي العبدان دورات عدة في النقد الفني، وأصول قراءة الأعمال الفنية، ومبادئ التذوق الجمالي، وصدر له كتاب حول الفن في دولة الامارات بعنوان “القرن الجديد…اتجاهات الفن التشكيلي في الامارات بعد العام 2000”.
وصدر للعبدان أيضا العديد من الأبحاث والكتب التي تمحورت حول الموسيقى العربية، ومنها موسوعة “حرف وعزف” ( 3 أجزاء)، يعرض العبدان من خلالها تاريخ الطرب الشعبي في الامارات بشكل دقيق وموثق، ويذكر رواده الأوائل من مطربين وشعراء…ويلقي الضوء على جوانب مهمة من الموروث الادبي والفني والتراث الثقافي لدولة الامارات. وصدرت له أيضا مجموعة شعرية بعنوان “ظل في كسوف” عام 2016.
قصيدة ” النحات” للشاعر علي العبدان
ونحّاتٍ يُراودُ ذا الرُخاما
يُنبّئهُ بأقدارٍ تَرامىٰ
يُبشّرهُ بأكملها ابتداعاً
إذا هجرَ التصلّبَ والخِصاما
يراهُ وقد توَهَّجَ في بُرودٍ غماماً
يحضُنُ البرقَ اهتماما
ويسكنُ في مَناحيهِ احتمالٌ
لتمثالٍ حَيّيٍ قد تَسامىٰ
تَمثَّلَ في خيالهِ قَيْدَ شكٍّ
يَداهُ تُفسّرانهِ إن تَعامَىٰ
ويُغري كِبْرَهُ من كل عمقٍ
فيُظهرُ بعضُهُ بعضاً لِزاما
ويُرهِبُ مِن فراغٍ في محيطٍ
يُوحّدُهُ فيلتئمُ التئاما
دليلَ الفن تمثالاً بديعاً
يُقدَّمُ في أحاديث الندامىٰ
لَياحَ اللونِ جُزِّعَ من جَمالٍ
كما رَبْعٍ بهِ ازْهَرَّ الخُزامىٰ
لِمثلهِ لا يَرومُ الناسُ جُهداً
وآيةُ حُسنِهِ أنْ لا يُرامـا
المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة "التفكير فنياً" للنشر والثقافة والتعليم، مؤرخة وأكاديمية، ناشرة، باحثة وقيّمة فنية، فنانة بصرية، ورئيسة تحرير مجلة "التشكيل". تمتلك سجلًا حافلًا بالإنجازات الأكاديمية والفنية والثقافية، حيث تميزت بإسهاماتها الثرية في مجالات الفنون البصرية، التعليم العالي، النشر، والتوثيق الثقافي.
حاصلة على درجة دكتوراه دولة بامتياز في "الفن وعلوم الفن"، وماجستير في الفنون البصرية وتقنيات الفن، وماجستير في الفلسفة وتاريخ الفن، بالإضافة إلى شهادة ليسانس في هندسة وعلوم المواد.
نشرت العديد من الكتب التي توثق الحركة الفنية والثقافية في العالم العربي، باللغتين العربية والإنكليزية، ومن أبرز أعمالها "الفن العربي بين الحداثة وما بعد الحداثة"، "التراث والحداثة والفن في عيون لبنانية"، "تطور الحركة الثقافية في الإمارات"، "التراث والإبداع"، و"عوامل نجاح الاقتصاد الإبداعي". كما أصدرت موسوعتين هما "فن وتراث وهوية" و"ذاكرة وفن"، حيث توثق الأخيرة بواكير الحركة الثقافية في دولة الإمارات بمختلف مراحلها والجوانب التي واكبت نشأة الحراك التعليمي والفني.
عملت في مجال التعليم الجامعي كأستاذة جامعية ورئيسة قسم الفن والتصميم، وأسهمت في تطوير المناهج وتنسيق البرامج التعليمية، مركزة على الجمع بين الجوانب النظرية والتطبيقية للفنون. أقامت وشاركت في العديد من المعارض الفنية الفردية والجماعية، وشاركت في لجان تحكيم محلية ودولية لتقييم الأعمال الفنية والجوائز، وفي العديد من المؤتمرات الثقافية، وأسهمت بتقييم المعارض الفنية، وتنظيم الفعاليات الثقافية.
حصلت على شهادة تقدير من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، تقديرًا لجهودها في البحث والتوثيق، وتم تكريمها كواحدة من أبرز 100 شخصية فكرية وأدبية وتاريخية ضمن موسوعة "منذ قدموس، نحن بناة حضارة"، دراسة أكاديمية معلوماتية. كما نالت تكريمًا على جهودها التطوعية ودعمها لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية وخدمة الفن والثقافة في دولة الإمارات.
بفضل خلفيتها الأكاديمية وتجاربها الموثقة، تسعى الدكتورة نهى هلال فران إلى توثيق الإرث الثقافي والفني العربي ليكون مرجعًا للأجيال القادمة، مع تركيزها الدائم على دعم المشهد الفني في الإمارات من خلال جهودها التطوعية ومبادراتها الثقافية.