تُعَدُّ مجلة التشكيل من المنابر الفكرية والثقافية التي تُعنى بالشأن الفني والإبداعي، وواحدة من أهم المصادر التي توثِّق النضالات والتطورات الفنية في دولة الإمارات. تأسست المجلة عام 1984 على يد الفنان الراحل حسن شريف، والفنان عبد الرحيم سالم، والفنان حسين شريف بهدف إرساء أُسس ثقافية معاصرة، والترويج للفنانين، والتعبير عن أفكارهم وتجاربهم. تختص المجلة بنشر الأبحاث والمقالات للباحثين العرب والأجانب وفقًا لرؤية جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، التي تدعم المساواة بين جميع الأعضاء الفنانين من مختلف الجنسيات، والأساليب الفنية والمعتقدات؛ فقد تأسست الجمعية من منظور عربي باعتبار الفن المحلي جزءًا لا يتجزأ من المشهد الفني العربي والعالمي، وقد فتحت الجمعية أبوابها لكل الفنانين، وكانت تلك توصيات سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي راعي الحركة الفنية، والثقافية، والفكرية في دولة الإمارات منذ نشأتها.
خصصت المجلة منذ بداياتها ملفات للفنانين للتعريف بهم، إضافة إلى الترجمات وتسليط الضوء على أبرز الأنشطة، والفعاليات، والمستجدات على الساحة الفنية. شملت صفحات المجلة الكثير من المواد الفنية المهمة التي أرَّخت تطور الفن البصري في الإمارات، وكتب فيها العديد من نقاد الفن والباحثين المختصين، وكان يديرها الفنانون أنفسهم؛ فرئيس الجمعية هو رئيس التحرير، ويشهد التاريخ على ما بذله الفنانون خاصةً الرواد من جهود صادقة ومثمرة في خدمة الفن، والفنانين، والثقافة في دولة الإمارات.
د. نهى هلال فران رئيسة التحرير
وانطلاقًا من رؤية المؤسسين، وبعد دراسة مجمل محتوى الأعداد السابقة عملنا على ترسيخ الرؤية، وتطوير المحتوى، وتقسيم المجلة إلى فقرات ثابتة بهدف التنوع في المقالات والدراسات واستعراض مختلف القضايا الفنية، والثقافية، والفكرية الراهنة وذلك من خلال استقطاب العديد من الباحثين الأكاديميين والمختصين في مجال الفنون البصرية واستكتابهم لتسليط الضوء على آخر المستجدات في الحراك الفني. جدير بالذكر أن جمعية الإمارات بإدارتها الجديدة تولي المجلة اهتمامًا كبيرًا من خلال الحرص على إعادة إصدارها بعد توقف دام سنوات، إضافة إلى تطويرها سواء من حيث المحتوى، أو التبويب، أو الإخراج. وفي ضوء هذا التطوير صارت المجلة فصليةً وثنائية اللغة؛ تصدر بالعربية والإنجليزية بشكل منفصل. وقد عملنا على تقسيم المجلة إلى أبواب ثابتة منها: «فن وفلسفة»، و«فن وثقافة»، و«جماليات معاصرة»، و«تراث وفن»، و«ملف العدد»، و«فنون معاصرة»، و«فنان العدد»، و«فنان وأكثر»، وكذلك «مصطلحات فنية»، و«بانوراما الفن»، و«بانوراما التشكيل» إلى جانب تغطية أهم الفعاليات والمعارض، ومواكبة أبرز الموضوعات والمستجدات على الساحة الفنية والثقافية. كما عملنا أيضًا على إطلاق موقع إلكتروني متكامل للمجلة يواكب مرحلة التحوُّل الرقمي التي تشهدها أغلب وسائل الإعلام في مختلف المجالات. ستتيح هذه الخطوة انتشارًا واسعًا لموضوعات المجلة، وستضمن وصولها إلى أكبر عدد من القُرَّاء، والمتابعين، والباحثين، والمهتمين داخل الإمارات وخارجها.
نجوم الغانم
مخرجة سينمائية شاعرة وفنانة بصرية
إن مَن يهتمون بالتأريخ والتاريخ الثقافي والفني يعرفون أهمية المبادرات الثقافية والفنية التي انطلقت في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وقد كان إصدار نشرة تشكيل من بين تلك المبادرات التي كانت تريد أن تعكس شغف فئة معينة من الفنانين التشكيليين في ذلك الوقت ليس من أجل تسليط الضوء على النشاط التشكيلي على وجه الخصوص بوصفه ممارسة فنية فحسب ولكن أيضًا من أجل تأسيس ثقافةٍ تشكيليةٍ، ونشر الوعي التشكيلي في المجتمع، والتأكيد على أن التشكيل ليس مجرد لوحة أو قطعة نحتية فحسب وإنما هو أبعد من ذلك. لقد حمل حسين شريف العدد الأول من نشرة تشكيل إلى مكتب اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في الشارقة آملًا أن يوافقوا على نسخها له؛ نظرًا لأن جمعية الفنون التشكيلية لم تكن تمتلك جهاز نسخ في عام 1984، فاقترح عليه أحد الأعضاء في ذلك الوقت -وهو سيف السويدي- أن يذهب إلى مطبعة كانت في الطابق الأرضي من المبنى نفسه.
هناك تمكَّن حسين شريف من طباعة 500 عدد بمبلغ 1000 درهم. اهتم الفنان الراحل حسن الشريف بتزويد المجلة بترجمات فنية متنوعة، وتقديم معلومات عن حركات فنية وفنانين تشكيليين من خارج المنطقة العربية للتوعية والتعريف بهم. صدرت النشرة الأولى للمجلة عام 1984 ومنذ ذلك التاريخ حتى الآن لم يصدر من المجلة سوى 30 عددًا فقط، وهذا يشكِّل علامات استفهام كثيرة حول تعثُّر المجلة والتحديات التي واجهتها.
بدأت المجلة عام 1984 بـ8 صفحات، وبلغت تكلفة الطباعة 1000 درهم.
سالم الجنيبي
رئيس جمعية الإمارات للفنون التشكيلية
نحتفي اليوم بإصدار العدد رقم 30 من مجلة التشكيل؛ فبعد الصعوبات الكثيرة التي واجهت المجلة، والتي دارت في الغالب حول التفاوت في الشكل والمضمون من عدد إلى آخر، ومن إدارة إلى أخرى، إضافة إلى عدم توفر الدعم في بعض الأحيان لطباعتها رأت إدارة الجمعية تعيين رئيس تحرير من خارج الإدارة، فتم ترشيح الدكتورة نهى فران لكونها باحثة وأكاديمية من جانب رواد الفن في الإمارات للعمل على إعادة إصدار المجلة (العدد 29)، وترسيخ مضمون وشكل ثابت ورؤية مستقبلية وفق ما تأسست عليه من طروحات وتوجهات، ومن هنا انبثق مفهوم وعنوان العدد رقم 29 في حُلته الجديدة: “مجلة التشكيل تكمل مسيرة المؤسسين”، لنحصل بعدها بفضل الجهد الصادق على دعم من دائرة الثقافة في الشارقة؛ الأمر الذي سيؤمِّن استمرارية إصدار المجلة في حُلتها واستراتيجيتها الجديدة التي تُعد نقلة نوعية وفق ما آلت إليه بعض الآراء الموجهة لنا.
في هذا العدد تم استكتاب نخبة من الباحثين في مجال الفنون البصرية من مختلف دول العالم، ونحن لا نحتفل اليوم بإطلاق العدد رقم 30 وبحصولنا على الدعم من حكومة الشارقة فحسب، بل بتدشين الموقع الإلكتروني للمجلة الذي صارت من خلاله المجلة بما تحتويه من مضمون فكري وفني متاحة لجمهور الفن على مستوى العالم، وهذا كله يُبرز حرص الجمعية على نشر الثقافة وإمداد المكتبة العربية بأهم الإصدارات.
الدكتورة نجاة مكي
فنانة بصرية، من مؤسسي الحركة الفنية في الإمارات
تمثل المجلة إصدارًا مهمًا للمعنيين بالحركة الفنية؛ فهي تمدهم بأهم المستجدات على الساحة الفنية، وتجعل الجيل الجديد مطلعًا على تاريخ الحركة الفنية الإماراتية وتزوده بأهم متغيراتها. لمجلة التشكيل أهمية كبيرة في التعريف بالفنانين والتعريف بالحركة التشكيلية وتطوُّرها في دولة الإمارات خاصة أنها تصدر عن جمعية الإمارات للفنون التشكيلية؛ هذا المكان الذي انبثقت منه بذرة التشكيل، ونحن كرواد ندرك أهمية الجمعية والمجلة التي تعكس بصدق تطور الحركة الفنية ونهضتها في الإمارات إضافة الى التعريف بأساليب الفن في الدولة والفنانين من مختلف أنحاء العالم.
المصدر: برنامج ”لغة وأدب وفن“، للأديب والشاعر والإعلامي رعد أمان، هيئة الشارقة للإذاعة والتليفزيون، .2022 - 10 - 8
علي العبدان
باحث في المعرفة، وفنان بصري
مجلة “التشكيل” هي مجلة عريقة تصدر منذ عام 1984، وكانت منذ إصدارها أهم مجلة في نشر الثقافة البصرية الفنية، وكانت تحتوي على العديد من الترجمات عن مفاهيم واتجاهات الفن المعاصر في وقت كانت فيه الكتب المترجمة نادرة، وكانت الساحة الفنية بحاجة إلى التثقيف فضلًا عن إنتاج الأعمال الفنية، ونحن نفخر في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية بهذه المجلة التي تضمنت الكثير من الدراسات في مجال الفنون التشكيلية، وفي المدارس السينمائية، وفي المسرح، وفي الشعر، وغير ذلك. وقد شاركتُ بمقال عام 1989 تطرقت خلاله إلى تاريخ فن الكاريكاتور، والآن أنا أكتب في فقرة “ملف العدد” عن “النحت في الإمارات”، هذه المجلة مهمة جدًا وهي تؤرخ الحركة الفنية في دولة الإمارات بصورة أصيلة، وتتسم -لا سيما في حلتها الجديدة- بالكثير من المزايا التي تجعلها مرجعًا للفن في الإمارات.
رعد أمان
أديب وشاعر وإعلامي
"في رحاب الفنونِ كُلُّ أصيلِ يسعدُ النفسَ بالتجلي الجميلِ ريشةٌ، صورةٌ، يراعٌ ، مقالٌ فتجلت مجلة التشكيلِ".
“في رحاب الفنونِ كُلُّ أصيلِ يسعدُ النفسَ بالتجلي الجميلِ، ريشةٌ، صورةٌ، يراعٌ ، مقالٌ ، فتجلت مجلة التشكيلِ”.
تقدم مجلة التشكيل تشكيلة واسعة من الخبرات في مجال الفن وتشجع التجارب الشابة والأقلام الراسخة على الكتابة فيها، وبذلك تقدم فائدة عظيمة وتنطوي على أهمية كبيرة. دشنت مجلة التشكيل موقعها الإلكتروني وتضمَّن الموقع نافذة تعريفية بالمجلة والباحثين المساهمين فيها والأبواب والفقرات، وشمل الموقع تبويبًا لكل موضوعات المجلة حتى يستطيع القارئ والمهتم الاطلاع على كل البحوث والمقالات، ومتابعة كل الأخبار الواردة بسلاسة وسهولة.
أقيم حفل التدشين في مقر جمعية الإمارات للفنون التشكيلية بالشارقة بحضور العديد من الفنانين، والمبدعين، والشخصيات الاعتبارية. صاحَب تدشين الموقع الاحتفاء بصدور العدد رقم 30 من مجلة التشكيل الذي جاء حافلًا بتشكيلة منوعة وملونة من الأبحاث والمقالات بأقلام نخبة من الكتّاب من مختلف دول العالم شاركوا بآرائهم وأبحاثهم الأكاديمية التي تتناول الفن وإشكالياته وقضاياه، كما زخر العدد بطائفة من الأخبار التي تغطي ساحة الحراك الفني والعالمي من مصادر، ومهرجانات، وفعاليات تختص بالشأن الفني وآخر مستجداته.
الدكتورة رفيع غباش
طبيبة وباحثة مؤسسة »متحف المرأة « و »متحف للإبداع بيت
اطلعتُ على مجلة التشكيل بحُلتها الجديدة، وفي الحقيقة شعرت بالفخر بما تحتويه من ثقافة واسعة وموضوعات عميقة ومتنوعة ما بين الفكر، والفلسفة، والتراث، والثقافة، والتاريخ، والتوثيق، وهذا ما يجعل المجلة بمنزلة مرجعًا للفن ومصدرًا للدارسين من الطلبة والباحثين في جامعات الدولة. هذا ما يحتاجه الفنان وتحتاجه المؤسسات التعليمية والفنية، وقد أسعدني إلقاء الضوء على متحف “وللإبداع بيت”، ومراحل تأسيسه، وتوثيق ذلك،
وأتمنى أن يكون هناك تواصل بين مؤسسات الدولة وبين الجامعات وكليات الفنون للعمل على نشر الثقافة الفنية للجيل الصاعد من الفنانين، وأنا أشكر جهود القائمين على هذه المجلة؛ رئيس الجمعية الفنان سالم الجنيبي ورئيس التحرير الدكتورة نهى فران؛ فما يفعلانه ليس أمرًا هينًا، وغالبًا ما يستدعي فريق عمل كبيرًا؛ لذا فإن جهودهما الفردية وتطوعهما لخدمة الفن والثقافة دون أي مقابل أمر يستدعي الكثير من التقدير، وهما أشبه بفريق عمل متكامل ومستمر في العطاء بدعم من حكومة الشارقة.
مؤرخة فنية وقيّمة، رئيسة تحرير مجلة التشكيل، حاصلة على درجة دكتوراه بامتياز في "الفن وعلوم الفن"، وماجستير في الفنون وماجستير في فلسفة الفن ودبلوم دراسات عليا في الفن والتصميم، نشرت العديد من الكتب وحاضرت على نطاق واسع حول فنون الحداثة وما بعد الحداثة والجماليات الفنية المعاصرة، وفي جعبتها العديد من الكتب المنشورة التي تؤرخ وتوثق من خلالها الفن في العالم العربي