بتنظيم ودعوة كريمة من سعادة الدكتورة رفيعة غباش وبالتعاون مع جمعية الامارات للفنون التشكيلية، وبحضور رائع من الفنانين والمهتمين والصحافة، قدمت الدكتورة نهى فران، ندوة في متحف “وللإبداع بيت”، تحت عنوان “الحركة الفنية والثقافية في دولة الإمارات من التأسيس الى المعاصرة”، وتأتي الندوة بعد إصدار معهد الشارقة للتراث كتاب “ذاكرة وفن”، الذي يوثق ويؤرخ بواكير الحراك الثقافي ومختلف المراحل والجوانب التي واكبت ورافقت نشأة الحركة الفنية في دولة الأمارات. وأقيم للكتاب حفل توقيع في معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي نظم أيضًا ندوة مرافقة، شاركت فيها الدكتورة نهى فران / مؤلفة الكتاب، والفنانة الدكتورة نجاة مكي “من مؤسسي الحركة الفنية في الإمارات”، وأدار الندوة الدكتور منّي بونعامة / مدير إدارة المحتوى والنشر في معهد الشارقة للتراث، 6 نوفمبر 2022.
ورد في مقدمة الكتاب لسعادة الدكتور عبد العزيز المسلم/ رئيس معهد الشارقة للتراث :
“كتاب الدكتورة نهى هلال فران سِفر جامع، وعمل قيّم وشامل، يتناول بالتفصيل والإسهاب مختلف المراحل والجوانب التي واكبت ورافقت نشأة الحركة الفنية، وأبرز المحددات والمؤثرات التي أسهمت في نهوضها، ابتداءً من بدايات الوعي الفني البصري في الإمارات، وتجليات ذخائر التراث الإماراتي في المشهد الفني التشكيلي، ثم رصد ملامح تطور التجربة الفنية التشكيلية ومعالمها، والجمعية، والجماعات والمراكز والمراسم، والمؤسسات ودورها في إذكاء جذوة الوعي الفني وتطوره، وصولاً إلى الاتجاهات والتيارات الفنية التي أسهمت في بلورة مدارس فنية إماراتية، ظلّت تتنازعها الحداثة، وما بعد الحداثة، وأثرهما وتأثيرهما في الأعمال الفنية، والاتجاهات التشكيلية الإماراتية.
والجميل في هذا العمل، أنه يقدّم توثيقاً شاملاً، واستعراضاً وافياً للحركة الفنية التشكيلية في الإمارات على مدى عقود من الزمان، تشكّلت فيها تجارب، ونضجت وتطورت، وتجاوزت نطاقها المحلي إلى فضاءات أكثر رحابة واتساعاً، حاملة معها الأطر الثقافية والفنية التي شكّلتها، والروافد التي تأثرت بها، والمشارب التي روتها. وقد شملت الدراسة أجيالاً من الفنانين الإماراتيين من الرواد والمؤسّسين، ومن حذا حذوهم إلى المرحلة المعاصرة…لقد استطاعت المؤلفة الدكتورة نهى فران، أن تجمع في هذا العمل بين الذاكرة المرآة العاكسة بما تزخر به وتختزنه من صور وأشكال ورموز، والفن في أدق تعريفاته وغاياته وموضوعاته وروافده، ما يجعل هذا الكتاب ليس توثيقاً للحركة الفنية التشكيلية الإماراتية فحسب، وإنما دراسة قيّمة لطور النشأة، وسياق التطور، تستكشف عالم التجربة ومعالمها، وتقف عند شواهدها ومشاهدها الثقافية، ومشاربها الفنية، يجد فيه القارئ غوصاً عميقاً، وعرضاً دقيقاً، ودراسة أصيلة وجادة للفن في الإمارات، بكل ما تحيل إليه الكلمة من معنى، دراسة تنشد الإحاطة، رغم أنها عصيّة، بكل جوانب الموضوع، وبشمولية واستقصاء عزّ نظيرهما”.
مؤرخة فنية وقيّمة، رئيسة تحرير مجلة التشكيل، حاصلة على درجة دكتوراه بامتياز في "الفن وعلوم الفن"، وماجستير في الفنون وماجستير في فلسفة الفن ودبلوم دراسات عليا في الفن والتصميم، نشرت العديد من الكتب وحاضرت على نطاق واسع حول فنون الحداثة وما بعد الحداثة والجماليات الفنية المعاصرة، وفي جعبتها العديد من الكتب المنشورة التي تؤرخ وتوثق من خلالها الفن في العالم العربي