عبدالرحيم سالم: «مربعات»، أكريليك على قماش، 122x180 سم، 2000.

إنّ السؤال عن الذاكرة في عصر العولمة الرقميّة التي عوّضت فيه الحواسيب ذاكرة البشر لا يحمل نفس إيقاع أسئلة أسلافنا عنها. لقد كان تحويل الأجسام الميّتة إلى مومياء من أجل ضمان خلودها هو أقدم تقنيات الذاكرة كما ظهرت في مصر القديمة كأقدم الحضارات التي اخترعت الكتابة والفنون والأساطير والآلهة. أمّا اليوم فأسئلة الذاكرة قد غيّرت من مفرداتها : سيكون السؤال عندئذ هو “كم عدد الجيغاوات (GO) لبطاقة الذاكرة الرقمية لحاسوبك؟ “. بحيث كلّ وله طاقته الرقمية على تخزين المعطيات داخل عقل رقمي، لم نعد نحتاج إلى حمله داخل أدمغتنا بل منحناه للحاسوب كجزء جوهري من هوياتنا ما بعد الرقمية. لكنّ الفنون تقف في إقليم وجودي مغاير للذاكرة الرقمية..فهي تقترح نفسها كسرديات تشكيلية وموسيقية وشعرية لذاكرة تخترعها بتنصيباتها ولوحاتها وموسيقاتها ورواياتها ومسارحها. إنّ الفنّ بهذا المعنى هو ضرب من اختراع الذاكرة من أجل فتح “أقاليم وجودية جديدة” وفق عبارة سعيدة للفيلسوف والمحلّل النفسي الفرنسي فيلكس غاتاري (1) . إنّنا إزاء حقل من الاستثمار في صناعة المستقبل برعاية نبتة الأمل. لكن كيف ينجز الفنّ مجاز المرور من ذاكرة الماضي إلى ابتكار الأمل في المستقبل؟ كيف يصنع الأثر الفنّي زمنيّة العبور ؟ عبر السرديّات أم عبر “دستيبويا” (dystopia) الكارثة ؟ وكيف للفنّ أن يرسم الوجه المشرق من الكارثة؟
إنّ أسئلة الفنّ والذاكرة تتضمّن معارك عديدة ومعقّدة بين الذاكرة والتاريخ والزمان والنسيان والموت وبين الهويات الثقافية وصدام الأصوليات أيضا..هو صراع عمالقة حول معنى الوجود بين من ينتصر للسرديّات ومن ينتصر للوغوس والحقيقة والأفكار الواضحة أي بين دعاة “الفارماكون”(الداء والدواء باليوناني) ودعاة “الأورغانون” (معيار المنطق)، ثمّة مساحة من “حروب المعنى” وفق عنوان رشيق لفتحي المسكيني (2) .(2) لقد تمّ تصنيف الفنّ منذ أفلاطون إلى حدود نيتشه في خانة النسيان، لكنّ دريدا قد أوكل إلى الفنّ واجب الذاكرة، أي كتابة ذاكرة الضحايا والغائبين والذين لا صوت لهم أو بعبارة دريدا “عمل حداد على ما تبقى”(3)(3)..هل ينبغي إذن على الفنّ أن ينسى وأن يعود إلى طفولة البراءة الأولى، أم عليه أن يكتب ذاكرة المتألّمين والمهمّشين والذين لا وطن لهم؟

1- في السؤال عن الذاكرة :

في كتابه “التاريخ والذاكرة والنسيان”(4) يتساءل الفيلسوف الفرنسي بول ريكور كيف نتمثّل في الحاضر شيئا ما من الماضي؟ ويعتبر هذا السؤال هو المفارقة الأساسية التي تعيشها الذاكرة بوصفها هي شكل علاقتنا الجوهرية مع الزمان. لكن ما الذي نتذكّره من الماضي وماذا ننسى؟ وبأيّة ذاكرة يتعلّق الأمر الذاكرة الشخصية أم الذاكرة الجماعية؟ ينتصر أفلاطون للذاكرة ويعتبر أنّ المعرفة تذكّر والجهل نسيان. أمّا الفيلسوف الألماني شوبنهاور فيقول “لقد تمثّلت الجنون بوصفه انقطاعا في حبل الذكريات”،لكنّ فرويد يعتبر التذكّر هو شفاء النفوس المريضة، وأنّنا نشفى حينما نتذكّر. أمّا نيتشه فيذهب إلى أنّ الذاكرة تُصنع بآلامنا. وعلى خلاف نيتشه يتصوّر دريدا أنّه ثمّة واجب الذاكرة من أجل إنصاف الضحايا. ومن جهة فلسفية مغايرة يذهب الفيلسوف الفرنسي دولوز إلى أنّ الفنّ يتطلّب ذاكرة مضادّة أو ذاكرة قصير الأمد. بحيث نقرأ ضمن كتابه المشترك مع فيلكس غاتاري “ألف مسطّح ومسطّح”ما يلي:”إنّ اللوحة تُرسم من قريب حتى لو كانت تُبصر من بعيد..ويكتب الكاتب بذاكرة ذات أمد قصير،في حين أنّه من المفترض أن يكون القارئ موهوبا بذاكرة ذات أمد طويل” (5) .
لكن لماذا نصنع الذاكرة؟ من أجل الاعتراف بدَيْن الضحايا، يجيبنا دريدا، أي أنّ كل فلسفة تنتصر للذاكرة تنتهي إلى تأويلية للغفران، وتعتبر سرديات الذاكرة شكلا من الاعتذار على فظاعة الماضي حتى يتمّ تصحيح مسارات المستقبل.
في كتابه “اعتبارات لازمانية”(6) يذهب نيتشه ضمن نقده الشرس للنزعة التاريخانية التي سيطرت في القرن 19 إلى أنّ التاريخ لا يحتاج إلى تذكّره ولا إلى محاكاته بل إلى تجاوز مستمرّ له. كلّ ماضٍ يستحقّ إدانته وفق مقياس وحيد هو الحياة. وأنّه بالتالي لا ينبغي تمجيد التاريخ أو تأليهه. إنّ الإنسان يحتاج إلى النسيان كي يفعل في التاريخ، وإنّ نقد التاريخ ضروري أيضا بقدر ضرورة معرفته. وهو يذهب في هذا السياق إلى أن احترام التاريخ ليس هو ما نحن مطالبون به بل أن يكون لدينا الشجاعة لصناعته. وتبعا لذلك يعتبر نيتشه أيضا أنّ كلّ الفنّ الحديث هو اختلال فظيع بين التاريخ والحياة. والسؤال سيكون عندئذ إلى أيّ مدى تحتاج الحياة إلى التاريخ أي إلى الذاكرة كي لا تتلاشى تحت وطأتها؟ لقد منح نيتشه قيمة كبرى للنسيان ضدّ الذاكرة وهو بذلك يقلب الترتيب التقليدي الذي وضع الذاكرة في أعلى سلّم قوى النفس واعتبر تبعا لذلك أنّ التاريخ هو ما يهدّد القدرات الحيوية لثقافة ما . لقد كان يعتقد أنّ الإفراط في الدراسات التاريخية أمر مزعج بالنسبة إلى الأحياء.

2- الكتابة –الذاكرة-الحبّ :

تنفتح محاورة فايدروس لأفلاطون(7) على مشهد جميل: سقراط والشابّ اليوناني فايدروس يسيران في نزهة فلسفية على طول ضفّة نهر “إليزوس” في عزّ الظهيرة. وكانا يتحاوران حول الحبّ إثر درس حضره فايدروس مع عالم الخطابة ليزياس. وكان فايدروس يحمل كتابا بيده اليسرى ويخبّؤه تحت معطفه وهو كتاب الخطابي ليزياس حول الحبّ. وينطلق السؤال حول مضمون الكتاب.وتتّخذ المحاورة منعرجات عديدة حول النفس وحول الخطابة ثمّ حول الكتابة. من أجل أن تتحوّل إلى محاكمة سقراط للكتابة بتُهمة قتلها للذاكرة. ووراء هذه التهمة ثمّة رمزية ما يسميه أفلاطون نفسه في محاورة السفسطائي “قتل الأب”. وفي الحقيقة وراء محاكمة الكتابة ثمّة حرب أفلاطون ضدّ السفسطائيين والخطابيين والشعراء والكاهنات.إنّ المعركة حول الذاكرة ههنا هي بين الكتابة على “قماشة النفس والكتابة على سطح الماء”(8) . الأولى كتابة حيّة وخالدة والثانية كتابة ميّتة وزائلة. الأولى تعوّل على الحقيقة أي على الوجود أي على الأبوّة،والثانية تعوّل على الذاكرة أي على نصّ ميّت يعاني من اليُتم.إنّ المعركة الفلسفية التي يقيمها سقراط هنا هي حول من يتولّى التحكّم بذاكرة اليونانيين؟
كيف المرور من الميتوس إلى اللوغوس؟ أي كيف تمّ تأسيس الفلسفة؟ الإجابة هي انتصار ذاكرة الشفاهة أي الكلام الحيّ على ذاكرة الكتابة أي الانتصار لقرار ذلك الملك المصري، الشرقي الفرعوني، ضدّ مخترع الكتابة..إنّ المعركة شرقية خالصة. ويمكن تأويل هذه المعركة ضدّ الميتوس أو الأسطورة بوصفها أيضا معركة ضدّ الشرق القديم بوصفه مهد الأساطير الأولى. فانتصار الفلسفة هو انتصار الغرب على الشرق على نحو ما. من أجل ذلك يتمّ استدعاء أسطورة الشرق من أجل تأسيس لوغوس الغرب. وهو ما فعله سقراط باستحضاره أسطورة إلاه الكتابة. تلك الأسطورة المصرية القديمة التي تروي حادثة دخول “ثوث” (Thoth) ربّ الكتابة والحكمة ورسول الآلهة لجميع المعارف والمسئول عن محاكمة الموتى، على “تاموس” الملك الفرعوني وسيّد الآلهة جميعا،- وتقديمه إيّاه هدية هي الكتابة بوصفها دواءً للنفوس ولحفظ الذاكرة(9) . يستعمل سقراط هذه الأسطورة في نوع من المكر الفلسفي من أجل محاكمة الكتابة. فهو ينتصر للملك الفرعوني ويستعيد نفس القرار الذي يعتبر الكتابة معرفة ميّتة تقتل الذاكرة. وبذلك ينتصر سقراط للملك ضدّ الكاتب..وللوغوس ضدّ الميتوس. إنّ الميتوس يدوّن كذاكرة كما فعل هوميروس بتدوينه لحروب اليونان ولتاريخ آلهتهم في الإلياذة والأوديسا. في حين أنّ ما يريد أفلاطون تأسيسه هو اللوغوس القائم على الخطاب الحيّ أي على فنّ الديالكتيك أو حوار النفس مع ذاتها. ما يقصده سقراط هو هزيمة السفسطائي وكل الخطابات الأخرى المشابهة التي كانت تتحكّم بذاكرة شباب أثينا. فاللوغوس أي الخطاب الفلسفي إنّما ينتصب في هذه الباحة التأويلية ضدّ الشعراء وربّات الفنّ والكاهنات أي ضدّ هوميروس وبروتاغوراس وليزياس وديوتيما أيضا تلك المنجّمة والكاهنة التي علّمت سقراط نفسه الحكمة.
إنّ اللوغوس عند سقراط هو كائن حيّ له بداية ونهاية وأب هو الوجود نفسه أي الحضور التامّ والحيّ للفكرة إنّ الذاكرة التي يؤسسها أفلاطون هي ذاكرة حيّة تتّخذ من الشفاهة شكلا لها. وذلك ضدّ الذاكرة التي تقوم على الكتابة بما هي نصّ ميّت يعاني من اليتم..إلى أيّ حدّ يمكننا تحمّل اليتم ؟ كيف نمرّ إلى مجال الكتابة كمجال لذاكرة لا تحتاج إلى جذور بل هي مجرّد انتثار لما سيأتي؟ تلك معركة ينجزها دريدا مع الفارماكون في كتابه صيدلية أفلاطون منتصرا للغائبين والمشرّدين على أعتاب الكلام والزائدين على النصّ والخارجين عن سلطة الآباء والمارقين عن اللوغوس. فهؤلاء هم من يملكون واجب الذاكرة بوصفها دينا وبوصفها وعدا وبوصفها غفرانا أيضا.

3- الفن وذاكرة الضحايا: (دريدا)

الفنّ هو المجال الوحيد الذي بوسعه النهوض بواجب الذاكرة، لكن الذاكرة التي يشتغل على ابتكارها الفنّ إنّما هي تحديدا ذاكرة الضحايا والغائبين والممنوعين من الكلمة. تلك هي أطروحة دريدا في كتابه “ذاكرات الأعمى(10) وهنا حريّ بنا أن نميّز بين الذاكرة والتاريخ. ففي حين يُكتب التاريخ من طرف المنتصرين والجلاّدين تُكتب الذاكرة بآلام الضحايا والمهمّشين. وهنا علينا التنبيه على مفارقة الذاكرة كما يلتقطها دريدا : من جهة الفنّ هو إمكانية الوعد بإنصاف الضحايا، ومن جهة ثانية لا يمكن للفنّ ترميم الماضي بمجرّد استحضاره في الأثر الفنّي.وذلك لأنّ إحضار الماضي هو مواصلة للجرح بجعله مرئيا..وهكذا فكلّ أثر فنّي إنّما هو دوما ضرب من التفاوض مع اللامرئي أو هو حداد عليه بتحويله إلى قربان ومساحة للغفران. إنّ الفنّ باستحضاره لذاكرة الضحايا هو اعتذار عن الذنوب التي تمّ اقترافها في شأنهم. وبهذا المعنى لا يمكن فصل الأثر الفنّي عن ما قبل تاريخه، عن ذاكرته العميقة التي هو متورّط في فظاعاتها. إنّ الفنّ بهذا المعنى يشتغل على الجانب المظلم من كلّ ذاكرة. ورغم ذلك لا يمكن للفنّ أن ينخرط ضمن رؤية شمولية للتاريخ، لأنّه يأتي دوما كانقطاع ما في نسق مطمئن إلى مسلماته. فحين يظهر الأثر الفنّي إنّما يكون ضربا من الحدث الفريد أو هو الحدث الأوّل الذي لا يمكن تكراره ولا محاكاته هي لحظة مباغتة وغير قابلة للترجمة كمثل لغة بابلية قديمة. إنّ ذاكرة الفنّ لا تأتي من براديغم الأصالة بل ممّ سوف يأتي أو بالأحرى إنّ الأثر الفنّي يحدث في كلّ مرّة “قيامة ما” بوصفه ينذر بحدث ما على نحو استشرافي. فهو لا ينبع من أصل ما بل يأتي من مستقبل معيّن هو لامتوقّع ومستحيل.إنّ أسئلة الذاكرة تفترض بهذا المعنى صداما بين تصورات أصولية وتصوّرات كارثية. فالذاكرة ههنا تغيّر من عناوينها من ذاكرة الماضي إلى ذاكرة الآتي. فالفنّ غير مطالب بالانخراط ضمن سردية بؤس العالم دوما.صحيح أنّ الأثر الفنّي يحمل نداءات الذاكرة لكن بأصوات مغايرة هي قيد الحدوث. ضدّ أنطولوجيا الحضور ينبغي التفكير باستطيقا الغياب التي تحرّر الذاكرة من معارك النظرة والبصر والتأمّل والمرئي والوضوح وهي كلّها ثنائيات مركزية اللوغوس الغربي التي تجد أصولها في فارماكون أفلاطون وتعبيرتها المكتملة في الحداثة الغربية منذ ديكارت إلى كينونة الأصالة لدى هيدغر. والمطلوب عندئذ هو تحرير الذاكرة من المعجم القديم وتزويدها بجهاز تعبيري جديد. فالذاكرة يتمّ ابتكارها في كلّ أثر فنّي دون أن يتمّ محاكاة أي شيء من الماضي. وتبعا لذلك لا ينبغي تمجيد الماضي بل ابتكار ذواتنا من جديد. نحن لسنا هويات جاهزة بل نحن ابتكارات وصيرورات وآثار فنية.إنّ الفنّ لا ينسخ ولا يترجم الهويات بل هو ما يسمّيه الفيلسوف الأمريكي ريتشارد رورتي “إعادة ابتكار لذوتنا (11) ..

كيف يخترع الفنّ الذاكرة على نحو مغاير ؟ لا يتمّ انجاز ذاكرة إبداعية إلاّ عبر قراءات الأثر الفنّي. وهي قراءات لا تدّعي فهم ما يقصده المبدع، فالفنّان بعد واقعة موت الكاتب- يكفّ عن أن يكون له أيّة إرادة قول أو حقيقة . إنّ الأثر الفنّي لا يدوم ولا يعود ولا يحيا على أنحاء مغايرة إلاّ عبر التأويل والتفكيك والنقد والترحال في لغات أخرى في نوع من المسؤولية تجاه الآخر..لذلك فالأثر الفنّي لا ذاكرة له إلاّ داخل معجم دقيق أو حقل تأويلي معيّن.كلّ أثر فنّي يخترع بهذا المعنى بيئته الإصطلاحية وكلّ ما يقال حوله هو انخراط ضمن تلك البيئة اللغوية. وبالتالي فإنّ كلّ أثر فنّي إنّما يخترع ذاكرته اللغوية الخاصّة . فهو فعل إنجازي أي هو وعد ما أو دين أو هو اعتذار أو عقاب أو غفران. لكنّه لا يلغي الدين ولا يفي بوعده بالضرورة. قد يكون إنجازا لوعد كاذب أو لخيبة أمل..
إنّ الذاكرة الفنّية تعني تحديدا قدرة الفنّ على تدوين الآثار الفنّية ضمن سلسلة كاملة من الأفعال اللغوية الإنجازية. إنّ الفنّ هو “غرفة الصدى” (دريدا)، وفيها يراهن الفنّ على تشغيل ما تبقى. شيء ما سرّي ويفلت من كلّ منطق ومن كل هرمينوطيقا.

خاتمة

أيّة علاقة بين الفنون العربية المعاصرة والذاكرة؟ وبأيّة ذاكرة يتعلّق الأمر؟ كيف للفنون أن تصاحب هذه الشعوب الهشّة القاطنة جنوب الحداثة في ابتكار خطّتها الإبداعية للانتماء الجمالي إلى العالم؟ بوسع الفكر الجماليّ العربي أن ينخرط اليوم في خطّة تحرير المفاهيم من معتقلات التعصّب الهووي وذلك من أجل إنجاز تجارب معنى انطلاقا من الأعمال الفنّية التي تقاوم كلّ أشكال السطو على المشاعر والأجساد والعقول. بوسع الانتماء الجمالي إلى العالم أن يخترع لنا أقاليم وجودية جديدة في أفق ابتكار ذاكرة فنّية حيوية مضادّة لكلّ أشكال الذاكرة الجاهزة القائمة على تحويل للماضي إلى أقنوم نمجّده أو نتحسر عليه. الذاكرة الفنّية ليست حائط مبكى لأحد بل هي مجال اصطلاحي لكل تجارب المعنى التي هي قيد الحدوث في أوطاننا.

عبدالرحيم سالم: «حركة»، أكريليك وحبر على قماش، 133×185سم، 2014.

1. Felix Guattari, Les trois écologies, Paris ,Galilée , p.18 sq.
2 – حروب المعنى، ترجمة : فتحي المسكيني، (نصوص فلسفية مختارة)، السعودية، صفحة سبعة، 2022
3 – Jacques Derrida, La vérité en peinture, Paris , Flammarion , 1978, p229
4 – Paul Ricoeur , La mémoire, l’histoire, l’oubli, Paris ,Seuil, 2000
5 – Gilles Deleuze et Félix Guattari, Capitalisme et schizophrénie 2 , Milles Plateaux, Paris, éditions de Minuit, 1980.ch.14, le lisse et le strié, p.615 – بالنسبة للترجمة بالعربية، انظر ترجمتنا ضمن “كتاب إطلالات على الجماليات في النصف الثاني من القرن العشرين، مختارات معرّبة، تونس، بيت الحكمة، 2010، ص.303
6 – Nietzsche, considérations inactuelles I et II, Paris, Folio essais, p.93 sq

7 – Platon, le Banquet, Le Phèdre , Paris, Flammarion, 1964 pp.122, 165
8 – Ibid, p.167
9 – Ibid,p.164
10 – انظر : كتابنا، الفنّ في زمن الإرهاب، تونس، الدار التونسية للكتاب، صص.129-131
11 – ريتشارد رورتي، المتهكّم الليبيرالي، عرضية وتهكّم وتضامن، ترجمة فتحي المسكيني، السعودية، صفحة سبعة، 2022 ، ص39

باحثة في الفلسفة وناقدة في الجماليات، أستاذة التعليم العالي- قسم الفلسفة- المعهد العالي للعلوم الإنسانية بتونس اختصاص: الفلسفة الغربية الحديثة والجماليات المعاصرة.

مجلة التشكيل

he first issue of “Al Tashkeel” Magazine was published back in 1984, four years after the formation of the Emirates Fine Arts Society. The fine arts movement was witnessing growth and gaining traction on all other artistic levels.